Fatima Pacheco
ترجمة: د.محسن الرملي
دائماً
دائماً سيبقى شيئاً منك
وإن كنت لن تراه أبداً
لازلت أحس بالأريج
معروضاً على الصدفة عبر نسمة رقيقة
سأسمع صوته مثل أغاني الكثبان
وسأرى سبيله عبر ضجيج الأوراق
إنه الذي.. لم أره أبداً
سأخرج وسط الحشود بغية البحث عنه
عن وجه.. أتذكره
أجوب الحقول، أرى الأزهار، الأشجار والحيوانات
إنه لمن المستحيل.. ألا أرى
الذي لم أره أبداً.
انفراج
أبكي بفعل مآسي جربتها،
آلام عانيتها،
آمال محطمة..
أميز ثماراً وبذوراً،
أتساءل عن الأفكار والأفعال
أُبسّط التجريدي
أُصعّب النماذج
وأُرفه سارتر وبيكاسو
لم أفعل شيئاً قط
وأرى أشياء لم يروها.
فباستكانة طفل
تكمن موهبة الوجود،
بتوق كبير للعيش،
كمن لم يعش أبداً.
تخيل
استشعر المذاق المر للعسل
فكرت بألف حكاية أسردها
حكايات ليلة واحدة
حكايات لم تحدث أبداً
عن عصفور لم يصدح
عن شخص لم يعرف الحب في حياته
أود لو أراه
وهو يتأمل ضوء القمر
ربما لمشاهدة سرعة خموله
ذابلاً بغرابة.
يتخيل حكاية أخرى
لعلها حكاية أخرى
عن ضياع وسط صدى الأصوات
عن أمل فارغ
عن أطفال جياع
عن شوارع قذرة
عن رجل وامرأة يحتفظان بصور بعضهما صور ممحوة
كأنها من الماضي
في ليلة لم تحدث قط
وفي يوم لم يصل إلى نهايته أبداً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* فاطمة باتشيكو Fatima Pacheco: شاعرة وصحفية برازيلية تعيش بين بورتو أليغره وريو غرانده دو سول. ترأست تحرير أكثر من صحيفة محلية مطبوعة أو في شبكة الإنترنيت، ولها أكثر من عمود صحفي وكتاب، آخرها (وجوه حضرية).
Nenhum comentário:
Postar um comentário